من هو البراء
البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وهو أحد بطون قبيلة الخزرج إنه فارس مغوار من فرسان الرسول – صلى الله عليه وسلم – ومن أعلام الفرسان الأبرار الأخيار الأطهار .
– هذا الفارس أحد نبلاء الفرسان الأبطال الذين سجلوا أعظم الأثار وأعمق البصمات في ساحات المعارك في عصر النبوة الخالد .
كان أحد الأبطال الأفراد الذين يُضرب بهم المثل الحي في الفروسية وشدة البأس ، وكان من فضلاء الصحابة الأنصار ، وأحد السادة الأبرار . قتل من المشركين والكفار مائة رجل مبارزة ، وكان يركب الفرس وهي تُساق فيستوي عليها بسهولة
فروسية البراء
إن المصادر التي تحدثت عن البراء بن مالك لتشير إلى السمة البارزة في شخصيته ألا وهي الجرأة والفروسية والإقدام وهو من أكابر فرسان الأنصار المشهورين بالشدة ، فحياة البراء – رضي الله عنه – كفاحٌ في كفاح وجهادٌ في جهاد .
كانت غزوة أٌحد أول مشاهد البراء في صحبته رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد تابع حضور الغزوات فحضر الخندق وأبلى فيها بلاءً حسناً .
ولما سار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى الحديبية ، سار البراء في معه وعندما أخذ المسلمون يبايعون رسول الله بيعة الرضوان تحت الشجرة ، التفت يمينه بيمين الرسول الكريم وبايعه على الموت ونزل قول الله عز وجل من فوق سبع سماوات مزكياً هذه البيعة .
تابع البراء مسيرة الجهاد والذود عن حياض الدين فحضر غزوة الفتح وغيرها من المشاهد في معية رسول الله إلى أن انتقل رسول الله إلى الرفيق الأعلى وهو يبارك فروسية البراء بن مالك وبطولته الخارقة .
“ولو أقسم على الله لأبر الله قسمه “
قال – صلى الله عليه وسلم – كم من أشعث أغبر ذي طمر لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك .
وعن أنس مرفوعاً قال ” كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك “
فلم ينس أصحاب النبي المنقبة للبراء .
صفحات من نور تضيء عبر الزمان
– حديث الموت
عن ابن اسحق قال زحف المسلمون إلى المشركين ، حتى ألجأهم إلى الحديقة وفيها عدو الله مسيلمة ، فقال ( أي البراء ) يا معشر المسلمين ألقوني عليهم ، فقاتلهم على الحديقة حتى فتحها على المسلمين ودخل عليهم المسلمون ، فقتل الله مسيلمة “
وفي رواية : أن البراء يوم حرب مسيلمة الكذاب أمر أصحابه أن يحملوه على ترس على أسنة رماحهم ، ويلقونه في الحديقة فاقتحم إليهم وشد عليهم وقاتل حتى افتتح باب الحديقة ، فجرح يومئذ بضعة وثمانين جرحاً ، ولذلك أقام خالد بن الوليد عليه شهراً يداوي جراحه .
وقد اشتهر أن البراء قتل في حروبه مئة نفس من الشجعان مبارزة على الرغم من ذلك لم يظفر البراء بالشهادة التي يشتاق إليها مع كل نبضة من نبضات قلبه فهو يريد أن يغمض عينيه فيجد نفسه في حواصل طير خُضر تطير به إلى خيمة الشهداء تحت ظل عرش الرحمن ثم يلحق بالنبي وأصحابه في جنات الخلود التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
– البراء ينقذ أخيه أنس بن مالك
وظل البراء في شوق وحنين لتلك الأمنية الغالية وألا وهي الشهادة إلى أن جاء يوم فتح ( تُستر )وهي من بلاد فارس فقد تحصن الفرس في إحدى القلاع الممردة فحاصرهم المسلمون و أحاطوا بهم إحاطة السوار بالمعصم ، فلما طال الحصار واشتد البلاء على الفرس جعلوا يدلون من فوق أسوار القلعة سلاسل من حديد علقت بها كلاليب من فولاذ حميت بالنار حتى غدت أشد توهجاً من الجمر ، فكانت تنشب في أجساد المسلمين وتعلق بها ، فيرفعونهم إليهم إما موتى أو على وشك الموت .
فعلق كلابٌ منها بأنس بن مالك – أخ البراء بن مالك – فما إن رآه حتى وثب على جدار الحصن وأمسك بالسلسلة ليخرجه من جسده وأخذت يده تحترق وتدخن فلم يأبه لها حتى أنقذ أخاه ، وهبط إلى الأرض بعد أن غدت يده عظاماً ليس عليها لحم .
وفاته
لقد كانت أمنية البراء أن يلقى الله عز وجل شهيداً وذلك لما يعلم ما أعد الله تعالى للشهداء ويبدو أنه كان يردد كثيراً قول الله عز وجل عن الشهداء ” بل أحياء عند ربهم يرزقون “
ولما اشتد القتال وبلغت القلوب الحناجر ، قال بعض المسلمين للبراء : يا برا إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال ” إنك لو أقسمت على الله لأبرك ، فأقسم على الله ، فقال : أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم .
ثم التقوا على قنطرة السوس ، فأوجعوا في المسلمين فقالوا: أقسم يا براء على ربك فقال : أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقني بنبي – صلى الله عليه وسلم – فتنحوا أكتافهم وقُتل البراء شهيداً .
توفي سنة 20 هجري .
أحدث التعليقات