ما هو السرطان
كل إنسان على وجه هذه الأرض بدأ حياته بخلية واحدة ثم بدأت بعد ذلك بالانقسام لتتحول إلى كرة من الخلايا المتشابهة وشيئاً فشيئاً يتكون الشكل البشري ويوجد هناك سلسلة من الإشارات التي تتحكم في نمو بعض الخلايا فتحث بعضها على النمو وتأمر البعض الآخر على التوقف وتتم هذه العملية تحت السيطرة الدقيقة ولولا هذه العملية لتشكلت أجسامنا بأشكال غريبة غير طبيعية . فمثل ما تتشكل هذه الخلايا الصحيحة العادية وتبدأ بخلية كذلك السرطان عندما يبدأ فإنه يبدأ بخلية ، هذه الخلية لم يكن عليها أن تتكاثر ويجب ان تكون خلية واحدة ، ومثال على ذلك تكاثر وانقسام خلايا بطانة الأمعاء الغليظة و تحولها إلى كرة نامية وتسمى في هذه الحالة ورماً أولياً أصليا .
بعد ذلك تقوم هذه الكتلة من الخلايا بدفع الخلايا السليمة المحيطة بها وتبدأ بعد ذلك بعملية ( الغزو ) وهي احتراق للخلايا السليمة ، وعندما تصل هذه الخلايا السرطانية الغازية إلى وعاء دموي أو ليفي فإنها تدخل إلى الدورة الدموية ومن ثم الانتشار في جميع أجزاء الجسم وتسمى هذه المرحلة ( الانبثاث ) حيث تبدأ الخلايا بتكوين كتل نامية جديدة تكون بعيدة عن المكان الأصلي مسببة تلفاً وأضراراً . وتسيطر الخلايا السرطانية على الجينات في الخلية الصحيحة وتأمرها بالتكاثر .
وفي الإنسان الطبيعي يوجد جينات تأمر الخلية بالتوقف عن التكاثر أما في حالة الشخص المصاب فيوجد هناك أمران أولهما أن أحد الجينات ينشط ويأمر الخلية بالتكاثر فيسمى جين الأورام أو جين السرطان ، وثانيهما تعطيل أحد الجينات ومنعها من التكاثر فيسمى جين المثبط للأورام .
ولكي تكتمل عملية التسرطن فلا بد أن ينشط واحد من جينات السرطان أو يتعطل واحد من الجينات المثبطة للأورام .
بعض الأشخاص قد يولدون وهم بهم عيب جيني وهو يكون أكثر عرضة من غيره للإصابة به، ولكن ليست التغيرات الجينية وحدها هي من يسبب السرطان وهناك عدة امور مثل التدخين أو التعرض لبعض انواع من الفيروسات وقد تبدأ معظم أنواع السرطانات قبل ظهور اعراضه بسنوات عديدة ، وما إن يبدأ الورم السرطاني في الظهور فإن جهاز المناعة يقوم بدوره في مقاومته ومهاجمة هذا الناشئ الجديد ، في هذا الوقت تبدأ بعض الأوعية الدموية في النمو داخل الورم وإعطاءه اللازم من الغذاء ، بدون هذه الخطوة لا يحصل السرطان على غذاؤه فيموت .
تشخيصه
يستطيع الطبيب التنبؤ بوجود السرطان عن طريق بعض الأعراض وعلى أساسها يقوم بعمل فحص طبي قد يشمل فحص الدم والتصوير بأشعة إكس ، ولكن تبقى الطريقة الوحيدة المضمونة وهي أخذ عينة من المنطقة والعضو التي يشك في وجود ورم به وفحصه تحت المجهر فنعرف من خلاله هل يوجد كتل سرطانية وهل هي بطيئة النمو أو سريعة .
تحت المجهر تبدو الخلايا في حالة فوضى مقارنة بالخلايا الآمنة السليمة التي تبدو مرتبة ، وبعد عملية تشخيص المرض يقوم الطبيب بتحديد درجة السرطان وهل هو في حالة مبكرة يمكن شفاؤه .
علاج السرطان
يهدف الأطباء في علاجه الحد من تكاثر الخلايا السرطانية وقتلها مع المحافظة على الخلايا السليمة ولكن هذا نادراً ما يحدث حيث أن أغلب علاجاته تقتل الأورام وتقوم بأذية الخلايا السليمة وهناك عدة علاجات مستخدمة لقتل وازالة الخلايا السرطانية منها :-
جراحة السرطان
وتستخدم هذه الحالة عندما تكون الأورام جميعها في منطقة واحدة فيسهل إزالتها جراحياً . فيقوم الطبيب بإزالة السرطان في هذه المنطقة وازالة جزء من النسيج الطبيعي حول منطقة الأوراق السرطانية ، ويقوم الجراحون بإزالة الغدد الليمفية الواقعة في منطقة السرطان وذلك بفحصها ومعرفة مدى وصوله إليها . فإذا وجد أنها مصابة فهذا يدلل على وجود سرطان في مكان آخر انتشر بطريقة الانبثاث .
العلاج الإشعاعي
تفيد هذه التقنية عندما يكون السرطان متمركز في مكان واحد أو أكثر بالجسم فالإشعاع يقوم بقتل الخلايا السرطانية دون إلحاق الضرر بالخلايا الطبيعية . وتكون العملية بتسليط حزمة من الإشعاع عن طريق جهاز خاص على السرطان ، وهناك أيضاً مواد نشطة اشعاعياً تسمى ( النويدات الإشعاعية ) وهي مواد تحقن في الدم وتقوم بالالتصاق بخلايا السرطان وليس بالنسيج السليم
العلاج الكيميائي
يستخدم هذا العلاج عندما يكون السرطان قد انتشر بطريقة الانبثاث في سائر الجسد كله وهو دواء مضاد للسرطان حيث تكون له القدرة بالوصول إلى كل الأنسجة داخل الجسم عن طريق الدم وبذلك يصل إلى جميع الخلايا السرطانية أينما وجدت ، ولكن نجد كثير من السرطانات قد تكتسب مقاومة هذا العلاج الكيماوي بمرور الوقت ، وبعد عملية العلاج الكيماوي يقوم بإعطاء المريض مواد طبيعية تساعد نخاع العظم على التشافي من الضرر الذي قد أصابه جراء استخدام الكيماوي وبذلك يعمل على تكوين خلايا أساسية جديدة في النخاع تعمل على تسريع عملية انتاج خلايا دم جديدة وهذا ما يسمى بـ ( عوامل النمو المنشطة للمستعمرات )
العلاج الهرموني
بعض أنواع السرطانات قد يتأثر نموها بالهرمونات كسرطان الثدي وسرطان الرحم والمبايض ويمكن استخدام الهرمونات او الأدوية المعوقة لها للعمل على ابطاء نمو السرطان .
علاجات حديثة تحت الدراسة
- يسعى الأطباء إلى انتاج علاجات فعالة تكون أكثر قوة وأقل ضرر من العلاج الاشعاعي والكيماوي لمرضى السرطان . حيث يتم استخدام تقنية تقوية جهاز المناعة على مكافحته وذلك عن طريق حقن المريض لقاحات مضادة تستخدم لتقتل الخلايا السرطانية .
- يحاول العلماء استخدام تقنية الهندسة الوراثية التي من شأنها تنشيط الجينات المثبطة للاورام .
- يقوم العلماء باستخدام هذه الهندسة ولتخفيض انزيم ( التيلوميراز ) وهو ضروري لضمان بقاء الخلية السرطانية .
- استخدام تقنية تعمل على تقليل نمو الأوعية الدموية المغذية للخلايا السرطانية
المراجع
- دليل صحة الأسرة ، اصدار كلية طب هارفارد
- غذاؤك دواؤك ، د. مازن عليان الجردلي .
التنبيهات/التعقيبات