الشقيقة الذي يعرفه العامة بمرض الميغرين أو هو الصداع النصفي كما يوحي ألم شديد يصيب نصف رأس الشخص أو جانباً معيناً من الوجه و الرأس و غالباً يكون الألم في نفس الجانب .
لا يعرف تماماً سبب حدوث النوع من الألم إلا أنه من المؤكد أن انتكاسة الدورة الدموية في هذه الجهة من الرأس يصاحب أو يسبق ظهور الألم و يكون سبب هذه الانتكاسة تضيق الأوعية الدموية أو توسعها .
عُرف مرض الشقيقة من أقدم العصور حيث أن النسبة التقريبية للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض تقدر بحوالي( 12 – 15%) من سكان العالم ولكن بدرجات مختلفة ونسبة إصابة النساء بهذا المرض أكبر من الرجال بنسبة (2 – 1 %) ولكن هناك نوع من الشقيقة يعرف بالأم العصبي الصداعي و يصيب الرجال فقط دون النساء و يصيب الأطفال بنسب متساوية تقريباً .
توجد أربعة من نوبات الشقيقة
- الشقيقة الكلاسيكي
- الشقيقة البسيطة
- الألم العصبي الصداعي
- الشقيقة التي تصيب الأطفال فقط
الشقية الكلاسيكية
تسبق نسمة أو تحذير حدوث الألم و قد يكون ذلك على شكل الشعور بتوعك صحي يحذر الشخص يقرب حدوث الشقيقة بعد ساعات قلائل . وغالباً يستفيق هذا الشخص في الصباح فيجد أن عينيه لا يستطيعان التركيز على الأشياء أو يشاهد الأشياء مشوشة بحيث لا يتمكن من قراءة عنوان كتاب أو صحيفة يومية . يتبع ذلك غالباً نشوء نقطة سوداء في وسط مجال النظر تتضخم شيئاً فشيئاً بحيث تسبب بعد فترة فقداً شديدا للرؤية المركزية تظهر في أعلى منطقة فقد البصر خطوط متعرجة فتشير تدريجياً إلى الخارج في المناطق المقابلة في العينين بحيث تحتل منطقة صغيرة أو نصف إلى ربع المجال البصري . و في بعض الحالات تنتشر هذه الخطوط المعرجة إلى كامل العينين وتسبب الفقد التام المؤقت للبصر . و بعد انقضاء ما بين (15 – 30) دقيقة هذه الخطوط ذروة انتشارها ثم تبدأ بالتراجع و تزول تماماً انقضاء ساعة واحدة على الأكثر .
تتأثر حاسة اللمس فتشوش فاعليتها قبل حدوث نوبة الشقيقة و قد يرافق التشوش البصري أو يحدث بعد هذا التشوش . يشعر المصاب بشكل من أشكال الوخز أو الإبر أو الخدر في إحدى يديه أو في أحد جانبي وجهه و ينتشر هذا الشعور في بعض الأحيان من اليد إلى الذراع و إلي الوجه أو يظهر في هذه المواقع دفعة واحدة و في آن واحد .
من المحتمل أن تصيب حالة من الخدر اللسان في نفس جانب حدوث الألم مما يجعل التكلم صعباً أو غير واضح يصيب الخدر جانبي الوجه و اللسان و الفم بأكمله و قد يشمل الذراعين أيضاً . لكن هذه الحالة لا تدوم لأكثر من 30 ثلاثين دقيقة و تبدأ بالزوال و تختفي تماماً بعد انقضاء بضع ساعات .
حتى و عند عدم حدوث تشوش احساسي في الفم أو الوجه أو الأطراف فقد يصيب المرض تشوش في الكلام لا بل صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة الذي يودون نطقها ولا يتمكنون من التفكير بكلمات بسيطة اعتيادية لينطقوا بها و إذا نطقوا بها تأتي جمل غير مرتبة بدون تتابع للمعنى . قد تكون هذه الحالة مخيفة إذا كانت الدليل الأول على بدء حدوث نوبة الشقيقة فتفاجئ الشخص على حين غرة بحيث يعتريه خوف شديد بأنه تعرض لنوبة قلبية أو لمرض خطير مفاجئ . ولكن هذه تزول بعد فترة قصيرة من الزمن .
وهنا يجب أن نذكر حالة الدوار التي لا تعتبر مرضاً بحد ذاتها ولكنها إشارة لحدوث تشوش في الدماغ وهي تدل في معظم الحالات لقرب حدوث نوبة الشقيقة . تكون حالة الدوار هذه عند بعض الأشخاص حادة بحيث يستفيق ليجد و كأن الغرفة تدور من حوله و يشعر بالغثيان و التوعك الصحي وبتشوش بصره أو يرى الأشياء مزدحمة الحجم .
يبدأ الإحساس بالألم في الرأس بعد بدء ظهور الدلائل وجدت غالباً هذا الألم فوق أو تحت عين واحدة ثم ينتشر إلى خلف الرأس على نفس الجانب أو قد يبدأ الألم حيث يلتقي العنق بقاعدة الحمحمة ثم ينتشر إلى الأمام . يصيب الألم نصف الرأس دائماً و إذا صاحب الألم خدر لا فقد بصر على أحد جانبي الرأس يكون الرأس يكون هذا الخدر يكون هذا الخدر أو فقد البصر على الجانب الآخر للرأس . من الجائز مع ذلك أن يحدث الألم على جانبي الرأس أو على الصف الخلفي من الرأس فقط و قد تتراوح حدة الألم بين ألم غامض غير محدد و متواصل بين ألم ثقيل الوقع يضرب كالمطرقة و. يشعر المصاب بالغثيان و يقرب من التقيؤ و لا يزول عن الشعور إلا بعد مضي 24 ساعة على بدء نوبة الشقيقة . يحس المصاب أن حدة الألم خفت بعد التقيؤ و لكن هذا الإحساس سرعان ما يزول لأن عملية التقيؤ بحد ذاتها تزيد الضغط في الرأس و تجعل الألم يزداد شدة بعدة فترة قصيرة من حدوث التقيؤ .
يجد العديد من الأشخاص أن ألم الرأس أو الصداع يزداد بفعل الضجيج و الضوء و يشعر براحة معينة إذا استلقوا في غرفة مظلمة ، فقد تكون النبضات فروة الرأس أمام الأذن و عند الصدغ و خلف الأذن- أقوى الجانب بالذي أصيب بالصداع و قد يعتبر بعض الحالات تسليط ضغط على هذه النقاط في تخفيف حدة الألم لبرهة وجيزة يتبع الصداع الشديد عادة بعض الإشارات الدالة على قرب حدوث نوبة الشقيقة . ولكن إذا بدأ حدوث النوبة خلال النوم يستفيق المريض في الصباح الباكر بسبب الصداع الذي أصابه .يتواصل الصداع لعدة ساعات و غالباً يستمر لطيلة اليوم و قد يستمر لفترة أطول تصل لحوالي 72 حيث أن الصداع أحد أعراض الشقيقة حيث يتغير على مر السنين و يختفي في آخر العمر .
يقل تأثير نوبات الشقيقة الكلاسيكية عن غيرها من نوبات الشقيقة الثانوية الأخرى و تتكرر بين كل شهر و آخر أو كل شهرين و لكنها قد تحدث النوبات بشكل متتابع و سريع إذا تعض لعوامل تساعد في حدوث تلك النوبات .
الشقيقة البسيط الثانوي
قد يكون الألم الذي يشعر به المصاب بمثل هذا النوع من الشقيقة مماثلاً للألم الذي يشعر به المصاب بالشقيقة الكلاسيكي و لكنه هذا النوع من الشقيقة أكثر تكرار في الحدوث و لا تصدر أي إشارات مسبقة تدل على قرب حدوث النوبة .تبدأ نوبة الشقيقة البسيطة بالشعور بالغثيان و توعك صحي و صداع. يحصل الصداع عادةً خلف أحد العينين أو في خلف الرأس و ينتشر إلى أحد جانبي الرأس أو إلى كلا الجانبين . إنه ألم نابض يصاحبه التقيؤ و الغثيان في بعض الحالات و يزيد حدة الصداع العوامل التي تزيد من كمية الدم المتدفق إلى الرأس مثل الجهد البدني من رياضة أو غيرها أو الانحناء أو السعال و التقيؤ و يعتمد كثير من هذه العوامل على المريض و مدى استعداد جسمه لذلك المرض .
الألم العصبي الصداعي
هو عبارة عن نوع غير شائع من الشقيقة يحدث عادة عند الأشخاص الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين و العشرين و الأربعين عاما و يصيبهم عادةً أيضاً خلال فصلي الخريف أو الربيع . يستمر الشعور بالصداع لمدة أربع إلى ست أسابيع و يشعر به المريض في العين أو خلفها و يحمر بياض العين و تبدأ بالدمع و قد يرافق ذلك ارتشاح الأف أو انسداد المنخر الواقع على نفس الجانب المصاب بالصداع . فد يحدث الألم مرة واحة أو مرتين في كل 24 ساعة و غالباً في نفس الأوقات في كل يوم و يكون الصداع شديداً بحيث يوقظ المصاب من نومه و يدوم الألم ما بين 15 – 45 دقيقة في كل نوبة مع ذلك فلا يسبب هذا الصداع تقيؤ المصاب أو شعوره بالغثيان .
الشقيقة البطنية
يصاب الأطفال عموماً بهذا المرض و ليس البالغين الذي يعتبر نوعاً من أنواع دوار السفر و لا أحد يعرف سبب إصابة الأطفال به دون البالغين . قد يصاب الطفل بصداع شديد و تنتابه نوبات من التقيؤ أو الغثيان . و يكفي في كثير من أحوال أخذ قسط من الراحة أو النوم لقترة طويلة لحقيق الشفاء التام من هذه الحالة . ومن المحتمل أن ينتاب الأطفال الذين يصابون بالشقيقة البطنية عندما يكبروا نوبات من الشقيقة من النوع الذي يصيب البالغين بعد البلوغ .
الصداع
هناك أنواع عديدة من حالات الصداع غير التي تسببها الشقيقة فمثلاً الصداع التوتري هو نوع من الصداع التواصل المقيد للحركة يشعر به الشخص فوق العين و في خلف الرأس و يكون على جانب واحد أو على جانبين أو يشعر به كشريط ألم يحيط بالجبهة أو كقوة ضاغطة مسلطة فوق أعلى رأسه . يكون الألم في بعض الأحيان و يتركز الألم في المنطقة ما بين قاعدة الجمجمة و العنق و لا يشعر المصاب بالغثيان أو رغبة في التقيؤ كما يحدث مع المصاب بالشقيقة و يستمر هذا النوع من الصداع عادة لأيام أو حتى لأسابيع و قد تخف حده بعد النوم و لكنه يعود بعد أن يستيقظ من النوم.
يزداد انتشار المرض بين النساء بصورة كبيرة و خصوصاً قبل حدوث الحيض و لكن يصيب كلا الجنسين تحت ظروف الإجهاد البدني و العاطفي .
و الصداع الناتج عن الكآبة يشبه الصداع التوتري و يصيب أيضاً أعلى الرأس حيث يشعر بأن ثقلاً مسلط فوق الرأس يدعه نحو الأسفل و يستمر لأيام أو أسابيع و يرافقه الأرق و الاكتئاب. لا شك أن نوبات الصداع تشعر المصاب بالخوف و أن خلل قد أصاب الدماغ و لكن لا داعي للخوف حيث أنه لو كان هناك مرض لظهر أعراض أخرى لذلك المرض الآخر و لكن من المستحسن زيارة الطبيب عند استمرار الصداع لأسابيع أو أشهر فلكل حالة من حالات الصداع ما يسبب حدوثها .
العوامل التي تثير أو تزيد من حدوث الشقيقة
- ليس من الغريب في شيء أن ينتقل مرض الشقيقة بطريقة وراثية وقد لاحظ الأطباء أنه إذا كان الأب أو الأم قد عانى أو يعانيان من مرض الشقيقة فإن أحد أولادهما لابد و أن يصاب بأعراض هذا المرض .و برغم ذلك لا يعرف السبب الوراثي وراء هذا المرض .
- يلاحظ عند المصاب بمرض الشقيقة أنه استحواذي ومتسلط و يهتم كثيراً بالتفاصيل و طموح وغير متسامح و يطلب دائماً الكمال في كل شيء . قد يكون مثل هذا الشخص ناجحاً جداً في عمله أو مهنته و لكنه لا يستطيع أن يتكيف مع المحيط بسهولة و لذلك إذا واجه إجهادا عاطفياً لا ينساق معه بل يقاومه و تكون نتيجة ذلك شعوره بدء شعوره بأعراض مرض الشقيقة .
- و يعتبر الإجهاد العقلي و البدني يشكلان عاملين أساسيين يسببان إصابة الشخص بالشقيقة أو الصداع التوتري .
- يدرك العديد من مرضى الشقيقة أن توقيت وجبة الطعام يساعد في حدوث نوبة الصداع النصفي بالأخص إذا كانت الوجبة تحتوي على أطعمة مطهية ودسمة و أن تناول وجبة خفيفة من الجبن قد يزيد حدة الصداع النصفي لذلك يوصى الأفراد الذين تعرضوا في السابق لنوبات الشقيقة الامتناع عن الصيام و الاكتفاء بتناول أطعمة خفيفة خالية من اللحوم و مشتقات الألبان .
- يعتقد الخبراء أن أنواع معينة من الأطعمة تثير نوبات الشقيقة إما لأنها تحتوي على مواد كيميائية تؤثر على قطر الأوعية الدموية في الجسم وفي الدماغ أو لأن الشخص يعاني من حساسية تجاه تلك الأنواع من الأطعمة.
- يزعج الطقس الحار و الجاف العديد من مرضى الصداع النصفي كما أن الصداع الشديد و تلوث الجو بدخان السجائر يثير فيهم الشعور بالغثيان و التوتر و الصداع يتحول بعد ذلك إلى نوبة شقيقة .
- تزعج الأضواء الساطعة معظم مرضى الشقيقة كما أن الأضواء التي تشتعل و تنطفئ بوتيرة منتظمة تسبب حدوث نوبة صداع نصفي .
- العديد من مظاهر السفر أيضا تثير نوبات الصداع النصفي كتعب و الضجيج و الجو الحار و عدم تناول وجبات الطعام بالمواعيد المقررة أو بصورة منتظمة و النوم المشوش و ربما تشوش آلية الدماغ الدقيقة التي تنسق حركات العين والرأس و هو يتابع المناظر السريعة التي تمر أمام عينيه و هو جالس في سيارة أو قطار ، هذه العوامل جميعاً تمهد لحدوث نوبة صداع بعد فترة وجيزة .
- إصابة الرأس بكدمات أو جروح و أيضاً إصابة العنق قد تجعل نوبة الصداع النصفي أشد حدة عند الأشخاص الذين يصابون بها حيث أن الألم و الالتهاب اللذان يلحقان بعضلات العنق يسببان حدوث التشنج وتضيق الأوعية الدموية الموجودة في الجمجمة.
تأثير الهرمونات
تصاب النساء أكثر من الرجال بالشقيقة و سبب ذلك تأثير التغيرات في الهرمونات الكيميائية التي تحدث خلال فترة الطمث . تولد الغدة النخامية هرمونين هما الإستروجين و البروجسترون كما ينتج المبيضان في المراحل المختلفة من حياة المرأة عدة هرمونات هي الإستروجين و البروجسترون و الاأندروجين و جميع هذه الهرمونات تؤثر على الصحة العامة للمرأة . عند اقتراب المرأة من مرحلة اليأس يصبح إنتاج هذه الهرمونات أقل من ذي قبل و يحدث هذا الاختلال تغيرات في توقيت و نسبة جريان الطمث كما يحدث تغيرات في مزاج المرأة تسبق حدوث الطمث كالتوتر و سرعة الاهتياج و الإرهاق و تعتبر الأيام القليلة التي تسبق حدوث الطمث و الأيام القليلة التي تتبع النزف الطمثي هي أكثر الأيام التي تتعرض المرأة خلالها بدرجة أكبر للإصابة بنوبة الصداع النصفي .
خلال فترة الحمل قد تكون نوبات الشقيقة أشد حدة و بأخص خلال أول شهرين من الحمل و لكن مع التقدم في الحمل تخف نوبات الصداع حدة و يتباعد تواتر حدوثها.
وجد الأطباء أن حبوب منع الحمل تؤثر على حدوث نوبات الصاع حيث أن هذه الحبوب تتكون مزيج من الهرمونيين الإستروجين و البروجسترون و أن أي اختلال في توازن هذين الهرمونيين في جسم المرأة بسبب تناول أقراص منع الحمل يساعد في حدوث نوبات الصاع النصفي و أيضاً قد تكون حبوب منع الحمل سبباً من أسباب ارتفاع ضغط الدم عند المرأة الشيء الذي يساعد في إحداث نوبات الشقيقة و لذلك يجب أن تنتبه المرأة إلي التأثيرات المحتملة لحبوب منع الحمل التي تتناولها على صحتها العامة و بالأخص على حدوث نوبات الصداع .
الشقيقة هي تشوش متقطع في الدورة الدموية يؤثر على كامل الجسم بصورة عامة ولكنها تؤثر بصورة خاصة على الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ و فروة الرأس إذ يحث تضيقاً في هذه الأوعية ثم بالتالي يمددها و يوسعها . من الممكن مشاهدة الأوعية الدمية الموجودة خلف العينين بواسطة أداة خاصة لفحص باطن العين و تعكس هذه الأوعية صورة الأوعية الدموية الموجودة في داخل الدماغ . لاشك أن الملاحظة المباشرة للأوعية الدموية الموجودة في الدماغ خلال نوبة الشقيقة غير ممكنة ولكن بفضل الصور المأخوذة بأشعة السينية يمكن مشاهدة هذه الأوعية متفرعة على جانبي الدماغ كأغصان شجرة .
عندما يبدأ الصداع يزداد تدفق الدم ويصل إلى ما فوق المستوى الطبيعي و يزداد تدفقه بنسبة تصل إلى 50% فوق معدل تدفقه الطبيعي و هنا يتوفر لدينا إثبات حول نظرية التشوش الدورة الدموية التي تسبب حدوث نوبات الصداع النصفي .
يعود سبب حدوث التغيرات في الدورة الدموية التي تحدث بدورها العوامل التي تطلق دورة الشقيقة إلى كيميائية الجسم التي ما زالت مجهولة إلى الآن . ترتبط المكونات الكيميائية لمختلف الأطعمة بنوبات الشقيقة عند بعض الأشخاص رغم أن معظم المصابين بالشقيقة لا يتفاعلون بصورة شاذة مع هذه المكونات الكيميائية مثلهم مثل الأصحاء.
عند حدوث نوبة الشقيقة و قبيل بدء الصداع الشديد تحدث زيادة في كمية نوع من الأمينات التي تحتويها الأطعمة و هو ( النورادرينالين ) هذه الزيادة تحدث في مصل الدم و تؤدي إلى زيادة كمية نوع آخر من الأمينات و هو السيروتونين . يسب (النورادرينالين ) أيضاً تكتل لويحات الدم و تفتتها ويؤدى ذلك إلى اخلاق المزيد من السيروتونين و مواد كيميائية أخرى في مجرى الدم بصورة مستمرة . عادةً لا يتأثر الدماغ بالسروتونين و لكن عند حدوث الشقيقة يسمح الدمغ لهذه المادة بالدخول إلى أنسجة الدمغ فتسبب هذه المادة تضيق في الشرايين الدقيقة فيحدث هذا التضيق إذا حصل في بعض مناطق الدماغ أعراض الشقيقة فيبدأ الشعور بالصداع .
الأسباب الأخرى غير الشائعة لحدوث نوبات الشقيقة
يسبب التهاب العصب التوأمي الثلاثي ألماً بالغ الشدة و الحدة و يعتبر هذا العصب أكبر الأعصاب الدماغية حجما وله تفرعات حركية و حسية وتنقسم الفروع الحسية إلى الفرع العيني الذي يجهز الأعصاب الحسية المتوجهة إلى العين و الغدة الدمعية وإلى جلد الجهة الأمامية لفروة و جبهة الرأس و الأغشية الدماغية و إلى الفرع الفكي الأعلى و الفرع الفكي الأسفل ، و تنقسم الفروع الحركية إلى شبكة من الأعصاب تغذي جميع عضلات الوجه و الفك و الأذن و الفم .
- نوبات الألم الذي يجدثها التهاب العصب التوأمي الثلاثي شديدة و يستمر حدوثها لسنوات عديدة و أكثر ما تحدث هذه النوبات عند المتقدمين في العمر و من كلا الجنسين و تحدث أكثر لدى الأشخاص ضعاف البنية الذين يعانون من سوء التغذية أو يعيشون في مناخ رطب . تحدث نوبة الألم و تدوم لفترة قصيرة بوتيرة اسبوعية ثم تغيب لفترة تصل لعدة أشهر و عندما تحدث ثانية تدوم لفترات أطول في كل مرة بحيث يستمر الصداع لأيام و ليالي متواصلة على الرغم من تناول المسكنات و تعتبر التغذية الجيدة و الراحة أمور أساسية في العلاج .
- يعتبر ألم القطن ( اللومباغو ) من الأسباب التي تساعد في نشوء نوبة الشقيقة يصيب ألم القطن الرجال من متوسطي الأعمار أو من المتقدمين في العمر و يحدث الألم نتيجة التعرض إلى الرطوبة أو البرد أو الجهد العضلي أو بسبب التهابات تصيب سحايا النخاع الشوكي أو جذور الأعصاب المتفرعة من النخاع الشوكي أو اصابة الألياف العضلية الموجودة على جانبي العمود الفقري بفيروس قوي
علاج الشقيقة ( الميغرين )
يجب الدء بالعلاج بأسرع وقت ممكن دون الحاجة إلى الانتظار لمعرفة ما إذا كانت حدة الصداع ستزيد أم لا.
- يمكن تناول أقراص الأسبرين القابلة للإذابة و لكن إذا كان الإسبرين يضر بمعدة المريض يستحسن تناول أقراص الباراسيتامول بدلا عنه وممكن أخذ قرص واحد من الدواء المعروف بماكسولون لمنع التقيؤ قبل تناول الأسبرين أو الباراسيتامول .
- لاتستجيب أجسام العديد من مرضى الشقيقة للأدوية المخففة للألم لذلك يوصي الطبيب لهم بتناول أقراص ارغوتامين التي تحتوي على مادة تؤثر على قطر الأوعية الدموية الموجودة في الرأس و فروة الرأس كما تؤثر أيضاً على الأوعية الدموية الشاذة التي تعرف بالسيريتونين ، و من الأفضل تناول هذا الدواء قبل بدء نوبة الصداع أو عند قرب حدوثها أو عند ظهور أعراض نوبة الصداع كالخدر و الدوخة و تشوش الكلام و ذلك لمنع تزايد حدة الصداع
- توفر عدة أدوية تؤخذ من خلال الفم منها ميغريل ، أفرغوت ، كبرغوت ، فمرجين . يتوي دواء ميغريل على مادة الكفايين و مادة مانعة للتقيؤ . يجد بعض المرضى أن أقراص أفرغوت تعطي نتيجة أفضل إذا وضعت تحت اللسان وثم امتصاصها بدلاً من ابتلاعها دعة واحدة . تختوي كافة الأدوية الخاصة بعلاج الصداع النصفي و التي تؤخذ من الفم على مادة أرغوتامين بكمية أقل أو أكثر و تتراوح الجرعة الأمثل من هذا الدواء عند بدء العلاج بين (2 – 4 ) ملجرام أي بين قرص إلى قرصين في كل مرة على أن لا تزيد الجرعات اليومية عن 6 ملجرام .
- من المحتمل أن يسبب دواء أرغوتامبن بتكرار كبير حالة تسممية تتمثل بزيادة حدة الصداع و برودة الأصابع و تشنج العضلات . يذكر كل مصنع لدواء أرغوتامين و مشتقاته تعليمات مفصلة عن احتمالات الإصابة بحالات مرضية جانبية و يحذر المرضى من تناولها دون استشارة الطبيب ومن الأفضل التأكد عدم تناول هذه الأراص فترة الحمل حيث يتواجد من هذا الدواء عدة أشكال مختلفة منها تحاميل شرجية و الثاني رذاذ يوضع في الفم و يستنشقه المريض و منها ما هو على شكل حقن .
العلاج الوقائي
تشمل المعالجة الطبية لمنع حدوث نوبات الشقيقة مجموعة واسعة من الأدوية الخاصة بالتحكم بمختلف العوامل التي من المحتمل أن تسبب حدوث نوبة الشقيقة و تختلف أساليب المعالجة و أنواع الأدوية باختلاف المريض و حالته الصحية .
- إذا كان المريض يشكو من اجهاد مفرط فقد يوصي الطبيب أدوية من النوع المسكن للأعصاب نذكر من بينها ليبريوم و فاليوم و ايكوانيل على أن يتناولها المريض لمدة أسابيع أو أشهر فهي تخفف أثير حدة الإجهاد عند حدوث نوبات الشقيقة .
- إذا رافقت الإجهاد حالة كآبة أو إذا ظهرت الكآبة بدون وجود اجهاد وتبين أنها تزيد حدة الصداع النصفي قد تساعد الأدوية المضادة للكآبة مثل تربتيزول و توفرانيل و سورمونتيل في القضاء على الكآبة و بالتالي حدة آلام الشقيقة عند حدوث النوبات المرضية . من المفضل دائماً تناول الأدوية المضادة للكآبة قبل التوجه للفراش فهي تساعد على نوم المصاب وتخفف حالة الكآبة التي يشكو منها بحيث عندما يستيقظ في صباح اليوم التالي يشعر بتحسن ملحوظ .
- يوصي بعض الأطباء مرضاهم بتناول أقراص الدواء المعروفة ب بلرغال ثلاث مرات في اليوم حيث يوثر هذا الدواء على النظام العصبي الذي يتحكم بالوظائف اللاإرادية كالتنفس التي تؤثر على قطر الأوعية الدموية من خلال الأعصاب الليمبثاوية
- هناك أدوية تؤثر على العمليات الكيميائية التي تحدث على أطراف الأعصاب السميثاوية التي تؤثر بدورها على قطر الأوعية الدموية حيث تساعد هذه الأدوية في تخفيف حدة الإجهاد و القلق كما تبطئ معدل نبضان القلب و تخفض ارتفاع ضغط الدم إذا أخذت بجرعات كبيرة حيث أنها تؤثر على الشقيقة و تمنع تكرار حدوث نوبات الألم و من بين هذه الأدوية الانيرال و هو يحتوي على مادة البروبرانولول و لكن يجب التوقف عن تناولها بصورة تدريجية و ببطء شديد .
- بما أن مادة السيروتينين تقوم بإحداث تشوش قي الدورة الدموية في الدماغ عند حدوث نوبة الصداع النصفي يقوم الطبيب بإعطاء ثلاث أقراص يومياً من دواء سانومقران أو ديسيربل اللذان يحتويان على مادة بيزوتيفن الفعالة وذلك لإبطال تأثير مادة السيروتونين .
إن الأدوية التي يصفها الأطباء لمختلف حالات الإصابة بالصداع النصفي عديدة وتشمل الأدوية المخففة للألم و المسكنة و الخافضة لارتفاع ضغط الدم و لذلك لا يمكن حصرها في هذا المقال
أحدث التعليقات