معنى الصلاة
الصلاة تعني في اللغة العربية الدعاء بالخير قال تعالى :” وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ” سورة التوبة الآية 103 أي ادع لهم بالمغفرة .
أما اصلاحاً : فتطلق كلمة الصلاة على الأقوال والأفعال المخصوصة تفتتح بالتكبير وتختتم بالبسملة .
حكمتها
- تذكير الإنسان أنه عبد مملوك لله عز وجل فكلما أنسته مشاغل الحياة جاءت الصلاة فذكرته بهويته الحقيقية أنه عبد مملوك لله تعالى .
- أن يطمئن الإنسان أنه لا معين ومنعم حقيقي إلا الله تعالى وإن كان يرى في الدنيا وسائط وأسباب في الظاهر تبدو أنها تعين وتنعم ؛ لكن الحقيقة أن الله سخرها لتعين الإنسان .
- الصلاة المتكررة بين الحين والآخر تطهر الإنسان من المعاصي والآثام التي يرتكبها خلال ساعات يومه ، عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : ” مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم ، يغتسل منه كل يوم خمس مرات ” قال الحسن : وما يبقى ذلك من الدرن ؟
- الصلاة غذاء مستمر لعقيدة الإيمان في قلب المسلم .
تاريخ مشروعيتها
الصلاة عبادة قديمة ، فقد قال الله تعالى عن سيدنا اسماعيل عليه السلام :” وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً ” سورة مريم : الآية 55 ؛ وقال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام : ” وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً ” سورة مريم الآية 31
وكان الرسول ( صلى الله عليه وسلم) يصلي ركعتين في الصباح وركعتين في المساء : ” وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ” سورة المؤمنون : الآية 55 “
الصلوات المكتوبة
وهي الصلوات المفروضة التي شرعت ليلة الإسراء والمعراج وهي : الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء فهي خمس صلوات في الأداء وخمسون في الأجر .
جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال : فُرج عن سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل .. ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء .. ففرض الله على أمتي خمسين صلاة .. فراجعته فقال : همي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي “
– حيث كانت حادثة الإسراء والمعراج قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً
دليل مشروعيتها
جاءت آيات وأحاديث كثيرة أكدت مشروعية الصلاة :-
- فمن قوله تعالى :” فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السماوات والأرض وعشياً وحين تظهرون ” سورة الروم الآية 17 – 18 )
قصد بقوله : حين تمسون / صلاة المغرب والعشاء .
وحين تصبحون صلاة الفجر
وعشياً : صلاة العصر
وحين تظهرون : صلاة الظهر
- قوله تعالى في سورة النساء : الآية 103
” إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً “
فمن الأحاديث الشريفة ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه : أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) بعث معاذ – رضي الله عنه – إلى اليمن فقال : ” ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة “
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) للأعرابي سأله عما يجب عليه من الصلاة : ” خمس صلوات في اليوم والليلة ، قال الأعرابي : هل علي غيرها ؟ قال : لا إلا أن تتطوع ” رواه البخاري : 46 ؛ مسلم “
مكانتها في الدين
الصلاة عمود الدين هي العبادة الوحيدة التي فرضت في السماء عدا باقي العبادات ففرضت في الأرض فهي من أفضل العبادات على الإطلاق ، قول رسول الله عندما سأله أحد الرجال عن أفضل الأعمال فقال له : الصلاة قال : ثم مه ؟ قال : ثم الصلاة قال : ثم مه ؟ قال الصلاة ” ثلاث مرات ( رواه ابن حيان : 258 ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ” الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا “
وعن عثمان رضي الله عنه قال : ” قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ” من أتم الوضوء كما أمره الله تعالى فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن “
إن الصلاة هي الغذاء الأول للإيمان فإن التهاون في الصلاة أو تأخيرها من شأنها أن تؤدي صاحبها . عن أم أيمن – رضي الله عنها – أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قال : ” لا تتركي الصلاة متعمداً ، فإنه من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ” كما رواه معاذ
حكم تارك الصلاة
من ترك الصلاة جاحداً لوجوبها ، أو مستهتراً ومستهين بها ، فإنه كفر بذلك ويرتد عن الإسلام ، فعلى الحاكم أن يأمره بالتوبة فإن تاب وأقام الصلاة فذلك ، وإن بقي فهو مرتد ويقتل على أنه مرتد ولا يجوز غسله ولا تكفينه ولا الصلاة عليه ، كما لا يجوز دفنه في مقابر المسلمين لأنه أصبح مرتداً ليس منهم .
فمن ترك الصلاة كسلاً وهو مؤمن بوجوبها ، فإنه يكلف من قبل الحاكم بقضائها والتوبة عن معصية الترك ، فإن لم يسرع إلى قضاؤها وجب عليه حد القتل أي قتله من حدود الشرع والعقوبة على ترك فريضة من فرائض الإيمان ، لكنه يغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين لأنه منهم ويعتبر مسلماً .
عن ابن عمر – رضي الله عنه – أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : ” أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، فإن فعلوا ذلك عصموا في دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله ” روى البخاري (25) ؛ ومسلم (22)
أي من قرأ الشهادتين ولم يقم الصلاة يُقاتل لكن لا يكفر بدليل ما رواه أبو داوود ( 1240) وغيره ، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه – قال ، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : ” خمس صلوات كتبهن الله على العباد ، فمن جاء بهن ، لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن ، وكان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ، ومن لم يأتي بهن فليس له عند الله عهد ، أن شاء الله عذبه وإن شاء أدخله الجنة “
هذا والله أعلم
أحدث التعليقات