لم يعد لزاماً على الزوج أو الزوجة العاقر ان يرضخا أمام هذه العقبة و تقبل واقع عدم الإنجاب كما كان الحال قبل نصف قرن تقريباً ، حين استعاض الكثير منهم عن الإنجاب بتبني أطفالاً قد أودعوا إلى الملاجئ لأسباب عديدة . فمنذ ذلك الحين بدأ الاهتمام الكبير بهذه المشكلة الإنسانية و الاجتماعية التي تؤثر على سعادة الأفراد و الأسرة ، و تدريجياً توصل العلم إلى نتائج مذهلة لمعرفة الأسباب المهمة للعقم و طرق علاجها
أسباب العقم
- الاضطرابات النفسية أو الاجتماعية أو ما يتعلق بالسكن و ظروف العمل ، أو ما يدعو للشعور بعدم الاستقرار. و يزول هذا العقم سريعاً عند تحسن الظروف المحيطة بالزوجين ، و قد نستطيع القول بأن الرجل يتأثر أكثر بتلك الإضرابات المحيطة
- اسباب عامة . بما في ذلك سوء الحالة المعاشية من سوء تغذية وفقر دم شديد و اضطرابات عصبية و نفسية
- تشوهات خلقية أو لا طبيعية في الأعضاء التناسلية ( بالنسبة لرجل كضمور الإحليل أو عدم نزول الخصيتين إلى كيس الصفن ) أما بالنسبة للمرأة كحالات اختفاء بيت الرحم أو عدم نموه بصورة تامة أو تشوه في تركيبه وعدم نمو المبايض أو تشوهات في المهبل
- اضطراب أو عدم تناسق في الهرمونات كاضطراب افراز هرمونات المبايض و الغدة النخامية أو اضطرابات في وظائف الهرمونات في المراكز العصبية لأسباب مرضية
- التهابات مزمنة لم يتم علاجها بسرعة و بصورة تامة في حينها حيث يتأثر كلى الجنسين في مثل هذه الأحوال الإصابة بالأمراض الزهرية كالسيلان و السفلس أو الإصابة بأمراض أخرى أهمها التدرن أو السل الذي يصيب كافة أعضاء و أنسجة الجسم .
حيث أن من مضاعفات هذه الالتهابات المزمنة انسداد في المجاري التناسلية للذكر و انسداد في الأنابيب الرحمية وضمور بطانة الحم و تليفه عند الأنثى أو في حالات التهاب عنق الرحم أو وجود قرحة في عنق الرحم حيث تمنع و تأثر على امكانية وصول الحيوانات المنوية إلى جوف الرحم
- التغيرات الكيميائية في حامضية محيط القناة التناسلية الأنثوية (ph) المحيط بحيث يصبح المحيط غير ملائماً لاستمرار حيوية و فاعلية الحيوانات المنوية و يكون علاج هذا سهلاً بتغير حامضية المحيط لقاعدة .
- العنة و القذف المبكر عند الذكر هذا و يعتبر عدد الحيوانات المنوية الأقل من ربع الطبيعي سبب للعقم عند الرجال مع العلم أن ليس كل الحيوانات الموجودة في كمية القذف هي فعالة وحيوية
- و مما يجدر ذكره بأن هناك أسباب مجهولة لحالة العقم دعيت بأسباب ذاتية مجهولة الأصل
الكشف عن أسباب العقم
من خلال اخذ التاريخ المرضي الشخصي فيما يتعلق بالدورة الشهرية و انتظامها أو اضطرابها أو التاريخ العائلي فيما يتعلق بأمراض معينة كالوراثية منها أو التاريخ المرضي في سابق حياة الفرد و العمليات الجراحية التي اجريت له حيث تجري على ضوئها الفحوصات الضرورية لتحديد العلة بصورة مباشرة حيث تشمل ثلاث محاور من أهمها
- فحص عام لمعرفة السبب المباشر وغير المباشر للعقم لكلى الزوجين
- فحص لوظائف المبايض و الانابيب الرحمية و صحة الأعضاء التناسلية و عدم وجود التهاب أو قرحة و كذالك فيما يتعلق بانتظام عمل الهرمونات في الجسم و خصوصاً تلك المسؤولة عن عمل المبايض و تشمل اجراء المسح و أخذ عينات للفحوص المخبرية كالدم و الإدرار و غيرها
- التأكد من سلامة الأجهزة التناسلية الخلقية و ذلك من خلال استعمال أجهزة خاصة للتأكد من عدم انسداد الأنابيب الرحمية مثلاً أو استخدام أجهزة السونار للتأكد من عدم وجود أورام .
- عمل فحص سريري أحدهما خاص بالإباضة و موعدها و فحص مهبلي و نسيجي و الآخر فحص لكفاءة الحيوانات النوية للزوج و مدى قابليتها على التعايش مع افرازات المهبل و عنق الرحم ( فحص مهبلي بعد الجماع )
- قد يحتاج الأمر إي فحص شعاعي ملون لبيان تجاويف الرحم و أنابيب أو استعمال المنظار للتأكد من سلامة الحوض و الرحم و الانابيب الرحمية
العلاج
بعد الجراء الفحص و الكشوفات و التوصل إلى السبب المباشر للعقم تأتي مرحلة تحديد العلاج حسب ما يتطلب الموقف
- قد يكون العلاج طبياً باستعمال عقاقير مناسبة كما في حالات الالتهابات أو الاضطرابات الهرمونية أو قد يشمل علاج للحالة الصحية و النفسية بصورة عامة
- قد يكون هناك سبباً للتدخل الجراحي كما في حالة التشوهات الخلقية للأعضاء التناسلية كميل الرحم أو انسداد الأنابيب الفالوبية
- طفل الأنابيب و خاصة في حالة انسداد الانابيب الرحمية عند المرأة حيث يتم أخذ البيوض من الزوجة و تلقيها بحيوانات منوية من الزوج و عند حدوث التلقيح الخارجي تأخذ البويضة المخصبة إلى رحم الزوجة لإكمال دورة الحمل
و أخيراً يمكننا القول أن معظم حالات العقم عند الرجل و المرأة يمكن علاجها بعد تحديد السبب بصورة أكيدة
أحدث التعليقات