ما هي سورة البقرة
سورة البقرة هي ثاني سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة حسب ترتيب المصحف العثماني ، حيث يبلغ عدد آياتها مئتان وستٌّ وثمانون آية ، وهي أطول سور القرآن وفيها اطول آية في القرآن الكريم وهي آية المداينة ، وفي طولها تأكيد على أهمية الإشهاد وتوثيق العقود وعدم المماطلة في سدادها ، وفيها أطول كلمة وهي ؛ (فَسَيَكْفِيكَهُمُ ) وفيها أفضل آية في القرآن الكريم وهي آية الكرسي .
سورة البقرة هي سورة مدنية بالإجماع ، نزلت في قُددٍ متفرقة ، وهي أول سورة نزلت في المدينة المنورة في ماعدا قوله تعالى ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ” فهي آخر آية نزلت من السماع في حجة الوداع ، وكذلك آيات الربا ، وسميت سورة البقرة بعدة أسماء منها : السنام والذروة والزهراء والبكر والعوان وفسطاط القرآن ، وسبب تسمية سورة البقرة بهذا الاسم هو ورود قصة بقرة بني إسرائيل فيها غير اننا نجد سبباً أعظم دلالة من هذا السبب ألا وهو كون القصة دالة على حال بني إسرائيل مع أوامر الله تعالى ؛ ولذلك تضمنت السورة كليات الشريعة وأصولها ، فكأن الاسم شعار للمؤمنين ؛ ليحذروا من التشبه بأصحاب البقرة .
ما تضمنته سورة البقرة
وتضمنت السورة الكريمة مقاصد الإسلام الرئيسية وكلياته الأساسية ، فغن هذه السورة – على طولها – تتألف وحدتها الموضوعية من : مقدمة ، وأربعة مقاصد ، وخاتمة .
– المقدمة : تضمنت التعريف بشأن هذا القرآن وبيان أنّ ما فيه من الهداية قد بلغ حداً من الوضوح لا يتردد فيه ذو قلب سليم .
– المقصد الأول : يتجه إلى دعوة الناس كافة إلى اعتناق الإسلام ، ونبذ سواه من الأديان.
– المقصد الثاني : تضمن الحديث عن أهل الكتاب ، والدعوة إلى ترك باطلهم ، والدخول في دين الإسلام .
– المقصد الثالث : تضمن عرض شرائع هذا الدين تفصيلاً .
– المقصد الرابع والأخير : فقد تضمن ذكر الوازع الديني ، الذي يبعث على ملازمة تلك الشرائع ، ويعظم مخالفتها .
– أما الخاتمة : فقد اشتملت على التعريف بالذين استجابوا لهذه الدعوة الشاملة لتلك المقاصد وبيان ما يرجى لهم في آجلهم وعاجلهم .
فضل سورة البقرة
إن لسورة البقرة فضلاً كبيراً أثبته الأحاديث النبوية الشريفة الواردة فيها ومنها :-
- إنَّ قراءة سورة البقرة تطرد الشياطين ؛ لأن الشياطين تنفر من البيت عند تشغيل وقراءة سورة البقرة ، كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : ” لا تجعلوا بيوتكم مقابر إنّ الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة “
- إن في قراءتها حفظ من الشرور للجسم وقاية من السحرة وسحورهم كما أن في قراءتها تعم البركة ، كما روي في صحيح مسلم عن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أنّ رسول الله – عليه الصلاة والسلام – قال : ” اقرؤوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة “ أي السحرة .
- إن لحافظ سورة البقرة بوجه خاص أفضلية وفيرة عن غيره كما روى أبو هريرة – رضي الله عنه – أنه قال : ” بعث رسول الله ( r ) بعثاً ، وهم ذو عددٍ ، فاسترأهم ، فاستقرأ كل رجلٍ منهم ما معه من القرآن ، فأتى على رجل منهم من أحدثهم سناً – فقال : ما معك يا فلان ؟ّ قال : معي كذا وكذا ، وسورة البقرة ، قال : أمعك سورة البقرة ؟!فقال نعم ، قال فاذهب ، فأنت أميرهم “
فضل آيات مخصوصة من السورة
-
آية الكرسي
لها فضلاً عظيماً بنية بعض الأحاديث وهي الآية مئتان وخمس وخمسون من سورة البقرة حيث سماها النبي سيدة القرآن ومما ورد في فضلها :-
- إنها أعظم آية في القرآن ، كما روى أُبي بن كعب – رضي الله عنه – عن النبي ( r ) أنه قال ” يا أبا المنذر أتدري أي آيةٍ من كتاب الله معك أعظم ؟ قال : قلتُ الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، قال : فضرب في صدري وقال : والله ليهنك العلم أبا المنذر .
- إنّ قراءة آية الكرسي قبل النوم حفظ وعصمة من الشيطان كما جاء في صحيح البخاري : ” إذا اويت إلى فراشك ، فاقرأ آية الكرسي : ” الله لا إله إلا هو الحي القيوم ” حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح “
- المداومة على قراءة آية الكرسي عقب كل صلاة مفروضة سبب في دخول الجنة ، كما روى أبو امامة الباهلي – رضي الله عنه – عن النبي – عليه الصلاة والسلام – انه قال : ” من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ” .
فضل آخر آيتين من السورة
قراءة الآيتان تكفيان من يقرأهما ، أي أن تكفياه من كل سوء ، وقيل تكفياه من شر الشيطان ، وقيل تكفياه من قيام الليل فكأنه قامه ، فأورد البخاري في صحيحه ما رواه أبو مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله – عليه الصلاة والسلام – قال : ” من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه “
أحدث التعليقات