تعريفه
صعوبات التعلم تم تعريفها بعدة تعريفات فمثلاً تشير ليرنر إلى عدد من التعريفات الخاصة بصعوبات التعلم والتي ترتكز على إبعاده المختلفة وهي :-
1) التعريف الطبي : يركز هذا التعريف على الأسباب العضوية لمظاهر صعوبات التعلم كما أشار إليها كروك شانك ومايكل باست والتي تمثلت في الخلل العصبي أو تلف الدماغ.
2) التعريف التربوي : يركز هذا التعريف على نمو القدرات العقلية بطريقة غير منتظمة كما يركز على مظاهر العجز الأكاديمي للطفل ، كما يشير إليها كيرك والتي تتمثل في العجز عن تعلم اللغة والقراءة والكتابة والتهجئة ، والتي لا تعود لأسباب عقلية أو حسية ، وأخيراً يركز التعريف على التباين بين التحصيل الأكاديمي والقدرة العقلية للفرد .
3) تعريف الجمعية الوطنية الاستشارية للأطفال المعوقين : عرفت الجمعية الوطنية الاستشارية للأطفال المعوقين سنة 1968م الأطفال ذوي صعوبات التعلم ، إنهم أولئك الذين يظهرون اضطرابات في واحدة او أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم واستعمال اللغة المكتوبة أو اللغة المنطوقة والتي تبدوا في اضطرابات السمع والتفكير والكلام ، والقراءة والتهجئة والحساب والتي تعود إلى أسباب تتعلق بإصابة الدماغ البسيطة الوظيفية ولكنها لا تعود إلى أسباب تتعلق بالإعاقة العقلية أو السمعية أو البصرية أو غيرها من الإعاقات .
نسبة صعوبات التعلم
اختلفت الدراسات في تقديرها لنسبة طلبة المدارس الابتدائية الذين يعانون من صعوبات التعلم إذ يعود ذلك إلى نوع التعريف المستخدم لصعوبة التعلم ، ففي دراسة أجراها مايكل بست وبوشر في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية حول نسب الأطفال ذوي صعوبات التعلم في الصفين الثالث والرابع بالتباين بين التحصيل الأكاديمي والقدرة العقلية العامة ، تبين أن 7 – 8 % من أطفال المدارس الابتدائية هم من الأطفال ذوي صعوبات التعلم والبالغ عددهم 2800 طفلاً ومن نتائج الدراسة أيضاً أن نسبة ذوي صعوبات التعلم هي أعلى من نسبة بقية الإعاقات الأخرى في المرحلة الابتدائية ، ومن الجذير بالذكر أن الجمعية الوطنية الاستشارية للأطفال المعوقين في الولايات المتحدة فقد قدرت نسبة الأطفال ذوي صعوبات التعلم ممن هم في عمر المدرسة الابتدائية بحوالي 1 – 3 %
مظاهر تلك الصعوبات
1) المظاهر السلوكية :-
أ) صعوبة الإدراك والتمييز بين الأشياء : ويقصد بذلك أنه يصعب على الطفل ان يميز بين الشكل والأرضية كما يصعب عليه أن يدرك أو المثير ككل ويصعب عليه أن يميز بين الصورة الصحيحة والمعكوسة للحروف أو الأرقام أو الأشكال ويصعب عليه أن يميز بين الأشكال الهندسية كالمثلث والمربع .
ب) الاستمرار في النشاط دون توقف : ويعني ذلك أن يستمر الطفل في النشاط المطلوب منه دون أن يدرك نهايته فإذا طلب منه أن يكتب الأرقام 1 ، 2 ، 3 على صفحة فغنه يستمر في ذلك حتى بعد نهاية الصفحة وفد يستمر في ذلك على المقعد .
ج) اضطراب المفاهيم : ويبدو ذلك في صعوبة التمييز بين المفاهيم المتجانسة أو المتقاربة مثل مفهومي الملح والسكر أو التمييز بين أيام الأسبوع أو الأشكال الهندسية أو الأطوال أو الاتجاهات .
د) اضطراب السلوك الحركي والسلوك الزائد : ويقصد بذلك أن يظهر الطفل اضطراباً في التوازن الحركي أو المشي بالطريقة المألوفة ، وصعوبة البقاء في مكان واحد وقد يتصف الطفل بالنشاط الزائد أو العدوانية .
2) المظاهر العصبية ( البيولوجية )
أ) الإشارات العصبية الخفيفة : ويبدو ذلك في ظهور بعض الإشارات العصبية التي قد تشير إلى حالة من حالات صعوبات التعلم وتبدو هذه الإشارات العصبية في مظاهر المهارات الحركية الدقيقة .
ب) الاضطرابات العصبية المزمنة : والتي تعود إلى إصابة الدماغ وتحدث قبل الولادة أو أثناءها او بعدها .
ج) خلو عائلة الفرد من الإعاقة العقلية : ويعني ذلك أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم هم من الأطفال العاديين غير المعوقين عقلياً كما أن تاريخهم الأسري لا يشير إلى ظهور حالات الإعاقة العقلية لديهم أو لدى أسرتهم .
3) المظاهر اللغوية
قد تعتبر الاضطرابات اللغوية وأكثر المظاهر وضوحاً واهتماماً من قبل الباحثين في ميدان صعوبة التعلم فقد ضيف لي ( Lee – 1974 ) مظاهر الاضطرابات اللغوية التي تقع ضمن ميدان العجز عن التعلم وأهمها ( الديسلكسيا أو صعوبة القراءة والكتابة وتعتبر من الموضوعات البارزة والمميزة لمظاهر الاضطرابات اللغوية وتسمى أحياناً بضعف القدرة على القراءة ومن أعراض الديسلكسيا :-
أ) صعوبة في القدرة على القراءة: والتي تعود إلى أسباب طبية تتمثل غب الخلل الوظيفي للدماغ .
ب) صعوبة في القدرة على الكتابة: والتي تسمى باسم ( Dysgraphia ) والتي تعود إلى أسباب تتعلق بالقدرة الحركية الدقيقة ونقل المادة المنظورة إلى مادة حركية مكتوبة أو إلى عجز في التآزر البصري الحركي أو إلى عجز القدرة على إدراك الرموز .
ج) تأخر ظهور الكلام: ويقصد بذلك تأخر وقت ظهور الكلمة الأولى عند الطفل الذي يتصف بصعوبات التعلم حتى سن الثالثة مع العلم أن وقت ظهور الكلمة الأولى عند الطفل العادي هو عمر السنة الأولى .
د) سوء تنظيم وتركيب الكلام .
أسباب صعوبات التعلم
1) العوامل العضوية والبيولوجية : يشير الأطباء إلى أهمية الأسباب البيولوجية ظاهرة صعوبات التعلم إذ تعتبر إصابة الدماغ من الأسباب الرئيسية وتحدث إصابة الدماغ والتي تعني التلف في عصب الخلايا الدماغية إلى عدد من العوامل البيولوجية أهمها التهاب السحايا والتسمم أو التهاب الخلايا الدماغية والحصبة الألمانية ونقص الأكسجين أو صعوبات الولادة أو الولادة المبكرة أو تعاطي العقاقير .
ب) العوامل الجينية : فقد أشار أون في دراسة حالات التوائم إلى انتشار ظاهرة صعوبات التعلم بين عائلات معنية .
ج) العوامل البيئية : حيث يشير كروكشانك وهلاهان إلى بعض الأسباب البيئية المتمثلة في نقص الخبرات التعليمية وسوء التغذية ، أو سوء الحالة الطبية أو قلة التدريب أو إجبار الطفل على الكتابة بيد معينة أما العالمان ( بشي – ووانك) يركزان على نقص الخبرات البيئية والحرمان من المثيرات البيئية المناسبة .
قياس صعوبات التعلم
- إعداد تقرير عن حالة الطفل العقلية وذلك بواسطة اختبارات الذكاء العامة المعروفة والأكاديمية ويتم ذلك من خلال التعرف إلى مدى التباين بين التحصيل الأكاديمي المتوقع والحالي عند الطفل .
- إعداد تقرير عن مهارات الطفل في القراءة والكتابة .
- إعداد تقرير عن عملية التعلم لدى الطفل وخاصة جوانب القوة في تعلمه وكذلك الضعف .
- البحث عن أسباب صعوبة تعلم الطفل ويقصد بذلك البحث عن الأسباب الممكنة لمظاهر صعوبات التعلم لدى الطفل .
- وضع الفرضيات الشخصية المناسبة على ضوء جمع المعلومات الخاصة بالحالة .
- تطوير خطة تدريسية على ضوء الفرضيات التشخيصية ويقصد بذلك تحديد الأهداف التعليمية والمواد التعليمية المناسبة وطرائق تدريسها .
أحدث التعليقات