من هو عبد الله بن رواحة
عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج إلى بني الحارث احد بطون قبيلة الخزرج الأزدية وأمه أيضاً من بني الحارث وهي كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد بن مالك الأغر وكان يكنى بأبي عمرو وقيل أن عبد الله بن رواحة وهو خال النعمان بن بشير وأخو أبو الدرداء لأمه وهو الأمير الشهيد شهد بدراً والعقبة وكان من كُتاب الأنصار ، استخلفه النبي على المدينة في غزوة بدر وبعثه النبي عليه السلام سرية في ثلاثين راكباً إلى أسير بن رزام اليهودي بخيبر فقتله .
قصة الأمير السعيد الشهيد
لقد نشأ عبدالله بن رواحة في أسرة كريمة فنشأ نشأة مباركة فكان يكتب ويقرأ وكانت الكتابة وقتها نادرة في العرب ، أصبح شاعراً لا يشق له غبار ولم يكن شاعراً فحسب بل كان شاعراً وفارساً مغواراً يعتمد عليه قومه ( الخزرج ) في حروبها ضد الأوس حيث كان العداء مشتعلاً بينهم بصورة دائمة ، ولكن الله – عز وجل – أراد الخير للكون كله ببعثة الحبيب محمد فأشرقت الهداية .
وفي موسم من مواسم الحج خرج ( عبدالله بن رواحة ) لأداء الحج مع قومه وعشيرته فكان هذا اللقاء التاريخي عند البة ، وكانت بيعة العقبة الثانية ، فتقدم ابن رواحة ومد يده لتصافح وتبايع الحبيب وكان عبد الله بن رواحة من النقباء الاثني عشر في البيعة ثم عاد إلى المدينة وقد امتلأ قلبه سعادة وهنا بدأ (عبدالله بن رواحة ) رحلته في الدعوة إلى الله .
شعر عبد الله بن رواحة
– كان ابن رواحة من القلة الذين يحسنون الكتابة في يثرب ، كما كان شاعراً لبيباً ، فكان هو وحسان بن ثابت وكعب بن مالك يتولون الرد على من يهجون النبي محمد ومن شعره في النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم)
إني تفرست فيك الخير أعرفه *** والله يعلم أن ما خانني البصر
أنت النبي ومن يحرم شفاعته *** يوم الحساب فقد أزرى به القدر
فثبت الله ما آتاك من حسن *** تثبيت موسى ونصراً كالذي نصروا
– التقى الجيشان في مؤتة في جمادى الأولى سنة 8 هـ وواجه المسلمون موقفاً عصيباً بسبب التفوق العددي للروم فقتل الروم القائد الأول زيد بن حارثة ، ثم القائد الثاني جعفر بن أبي طالب ، فانتقلت الراية للقائد الثالث عبد الله بن رواحة الذي تردد قليلاً ثم أنشد :
أقسمت يا نفس لتنزلنه *** طائعة او لا لتكرهنه
فطالما قد كنت مطمئنة *** ما لي أراك تكرهين الجنة
هل أنت إلا نطفة في شنة*** قد أجلب الناس وشدوا الرنة
ولما قتل حمزة عم النبي (صلى الله عليه وسلم ) قام ابن رواحة فرثاه بقصيدة قال فيها :
بكت عيني وحق لها بكاها *** وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا *** أحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا *** هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلي ، لك الأركان هُدت *** وأنت الماجد البر الوصول
– وعن أنس قال : دخل النبي (صلى الله عليه وسلم ) مكة في عمرة القضاء ، وابن رواحة بين يديه يقول :
خلوا بني الكفار عن سبيله ***اليوم نضربكم على تنزيله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليله
فقال عمر : يا ابن رواحة في حرم الله وبين يدي رسول الله تقوم الشهر ؟ فقال النبي ” خال يا عمر ، فلهو أسرع فيهم من نضح النبل .
عبادته وخوفه من الله عز وجل
قال أبو الدرداء : إن كنا لنكون مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) في السفر في اليوم الحار ما في القوم أحد صائم إلا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وعبد الله بن رواحة .
وعن ابن أبي ليلى قال : تزوج رجل امرأة عبدالله بن رواحة بعد وفاته فقال لها : تدرين لم تزوجتك ؟ لتخبريني عن صنيع عبدالله بن رواحة في بيته . فذكرت له شيئاً لا أحفظه غير انها قالت : كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين ، وإذا دخل صلى ركعتين ولم يدع ذلك أبداً .
قال عروة : لما نزلت “والشعراء يتبعهم الغاوون ” قال عبد الله بن رواحة : انا منهم فأنزل الله ” إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ”
قال ابن سيرين : كان شعراء رسول الله عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك وكان ( ابن رواحة ) قد جعل ماله ولسانه لنصرة دين الله وكان رحيماً باليتامى فها هو يكفل ( زيد بن أرقم ) الذي كان يتيماً وقتها .
وفاته
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نعى زيداً وجعفراً و عبد الله بن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم : فقال : ” أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ عبد الله بن رواحة بن رواحة فأصيب –وعيناه تذرفان –حتى اخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم .
وهكذا رحل ( ابن رواحة ) في معركة مؤتة سنة 8هـ بعد ان سالت دماؤه الزكية الطاهرة في أرض الشرف والجهاد … تلك الدماء التي لطالما امتزجت بحب الله وحب رسوله وتحركت شوقاً لنصرة دين الله .
رحل ( عبدالله بن رواحة ) ليجمعه الله في الجنة مع حبيبه ( صلى الله عليه وسلم) لتكتمل سعادته في الدنيا والآخرة .
أحدث التعليقات